الينابيع والطابع الملحمي


المقالات العامة

ينابيع البحرين .. ملحمة طويلة ونشيد بطولي

ثمة شخوص، تحفر عميقاً في الذاكرة والروح والوجدان، وتبقى ماثلة شاخصة، بأبعادها الذاتية والإنسانية وعطائها اللامحدود، تعرفت على الكاتب والروائي والمفكر المرحوم عبـــــــدالله خلــــــــيفة لأول مرة في منتصف الستينيات وهو في بدايات تجاربه القصصية الأولى بنادي جدحفص، وبرغم ذلك اليوم المبكر من عمر الحركة الأدبية في البحرين فإنك لا تكاد تجد مقعدا حيث اكتظت القاعة بالحضور.
عبدالله خليفة كما عرفته قامة إنسانية، بقدر ما هو قامة كتابية وفكرية شامخة، وكما عرفت عبدالله في كتاباته القصصية والروائية والفكرية، عرفته أيضا في جانبه الإنساني العميق.. البالغ العمق.. عبدالله غيري لا يكترث لذاته.. لا يكترث بالأنا بقدر اكتراثه بالآخر.. كان لعبدالله أن يكون من أصحاب الثراء والوفرة والنفوذ، حيث كانت الأبواب مفتوحة باتساعها لو أراد، لكن عبدالله أبى إلا أن يكون عبدالله، وآثر أن يكون إنسانا يقبض على الجمر بيد ويواصل رسالته الإنسانية باليد الأخرى. كم كنت أتمنى، لو أن عبدالله قد قيض له أن يكتب تجربته الإبداعية بما حف بها وداخلها من وقائع وأحداث، وما تمخض عنها من حراك ثقافي وأدبي وفكري واجتماعي وسياسي، لكن عبدالله آثر «تواضعاً» أن يكتب هذه التجربة بأبعادها ومعطياتها بعيدا عن أناه المباشرة، حيث جسدها بصورها وأبعادها المختلفة تجسيداً فنياً وموضوعياً في إنسان الوطن البحريني العادي، فمعظم شخوص وأبطال رواياته وقصصه هم من مهمشي الفئات الدنيا أو الوسطى أو هم عصاميون معدمون، ناضلوا وكابدوا وأصروا على تدبر حياتهم وبناء ذواتهم الشخصانية، كما نجده في رواية الأقلف وفي ثلاثيته الينابيع، وفي غيرها من رواياته العديدة، التي تعتبر منجزاً وطنياً إبداعياً، ولعله الوحيد الذي يحسب له كتابة تاريخ البحرين الحديث «روائياً» في ثلاثيته «ينابيع البحرين» التي ستظل مرجعاً تأصيلياً مهماً لتاريخ البحرين والرواية السردية على السواء.
لقد رفد عبـــــــدالله خلــــــــيفة المكتبة الروائية في البحرين والخليج والمحيط العربي بنهر ثري من العطاء الروائي والدراسات الأدبية والنقدية، وتوج ذلك العطاء بكتابه الموسوعي القيم «الاتجاهات المثالية في الفلسفة العربية الإسلامية» وهو دراسة فكرية موضوعية رصينة في العقل العربي الإسلامي بدء بالزمن الأسطوري حتى العقل واللاعقل الدينيين.
رحم الله عبـــــــدالله خلــــــــيفة الكاتب والإنسان الذي لا يقل عطاؤه الوطني والإبداعي عن عطائه الإنساني، وقد كان غيابه المبكر وهو لم يزل بعد في ريعان العطاء الإبداعي فاجعة مني بها الإبداع التخيلي وخسارة كبرى للساحة الأدبية في البحرين والخليج والمحيط العربي.

كتب : يوسف حسن𓇼

المقالات العامة

نـــــاشـــــــرٌ ومنــــــشــــــــورٌ ـ قصةٌ قصـــــــيرةٌ: لـ عبـــــــدالله خلــــــــيفة

المقالات العامة

الطـــائــر الأصفـــــر ـ قصةٌ قصــــيرةٌ: لـ عبـــــــدالله خلــــــــيفة

گبگب الخليج الأخير ـ قصةٌ قصـــــــيرةٌ: لـ عبـــــــدالله خلــــــــيفة

المقالات العامة

رؤيـــــا ــ قصةٌ قصيرةٌ : عبـــــــدالله خلـــــــيفة

  • لحن الشتاء وآفاق ربيع مفعم بالشجن

  • نجمة الصباح ـ قصةٌ قصـــــــيرةٌ:  لـ عبـــــــدالله خلــــــــيفة

  • أنا وأمي ـ قصةٌ قصـــــــيرةٌ: لـ عبـــــــدالله خلــــــــيفة

  • سهـرة ـ قصةٌ قصـــــــيرةٌ: لـ عبـــــــدالله خلــــــــيفة

  • دهشة الساحـر ـ قصةٌ قصـــــــيرةٌ:  لـ عبـــــــدالله خلــــــــيفة

  • الدرب ـ قصةٌ قصـــــــيرةٌ: لـ عبـــــــدالله خلــــــــيفة

  • التـــرانيم  ـ قصةٌ قصـــــــيرةٌ:  لـ عبـــــــدالله خلــــــــيفة

  •  الأصنــام  ـ قصةٌ قصـــــــيرةٌ:  لـ عبـــــــدالله خلــــــــيفة

  • هذا الجســد لــك ـ قصةٌ قصـــــــيرةٌ: لـ عبـــــــدالله خلــــــــيفة

  • ياقوت ـ قصةٌ قصـــــــيرةٌ:  لـ عبـــــــدالله خلــــــــيفة

المقالات

المقالات العامة

الأقلف والبحث عن الذات

كتب : عبدالجليل حسن*

الأقلف والبحث عن الذات

              الهــروب
                           الحـــقّ
المسيحيّة    القامع ……….…... المقموع            الإسلام
   –                                            +
الشـّر       اللاّمقموع …….……. اللاّقامع          الخــير
                         الباطـــل
               فضاء (الأنا)    فضاء (الهــو)
               فضاء (الأنا)    فضاء (الهــو)
  • باحث من البحرين
    ** رواية الأقلف / عبدالله خليفة
    الطبعة الأولى / المؤسّسة العربية للدّراسات والنّشر . 2002م .
    الهوامش :
    (1) الرّواية العربيّة والمقاومة الوطنيّة . شؤون عربيّة أيار/ مايو 1982 / العدد (15) .
    ص/140
    (2) الاتجاه القومي في الرّواية (ملاحظات عامّة وقراءات نقدّيّة) هاني لبيب
    الكويت/ سلسلة عالم المعرفة 1994 / العدد (188) ص/ 142 .
    (3) التّفسير النّفسي للأدب . د / عزّ الدّين إسماعيل . مكتبة الغريب / الطبعة الرّابعة . ص /..
    (4) دليل النّقد الأدبيّ د / ميجان الرويلــي . د/ سعد البازعي .
    المركز الثّقافي العربيّ / الطبعة الثّانية . 2000 م. ص/ 225
    (5) صراع المقهورمع السّلطة (دراسة في التحليل النّفسيّ لرواية الطّيب صالح) .د/ رجاء نعمة بيروت / 1986. ص 9
    (6) التّفسير النّفسي للأدب . ص/ 5
    (7) معجم مصطلحات التحليل النّفسي جان لابلانش / ج . ب. بونتاليس ترجمة/مصطفى حجازي الطبعة الأولى / المؤسّسة الجامعيّة للدّراسات والنّشر والتّوزيع 1985م . ص /356
    (8) المصدر السّابق . ص/416
    (9) المصد ر السّابق . ص/540
    (10) المصدر السّابق . ص/356
    (11) رواية الأقـلف . ص/9
    (12) المصدر السّابق . ص/6
    (13) عقدة أوديب ( في الأسطورة وعلم النّفس تأليف / باتريك فلاهي
    ترجمة/ جميل سعيد منشورات مكتبة المعارف / بيروت . ص / 15
    (14) رواية الأقـلف . ص / 120
    (15) رواية الأقـلف . ص / 5
    (16) رواية الأقـلف . ص / 11
    (17) رواية الأقـلف . ص / 126
    (18) بناء الزّمن في الرّواية المعاصرة ، د/مراد عبدالرّحمن مبروك، الهيئة المصريّة العامّة للكتاب 1988م. ص 158.
    (19) رواية الأقـلف . ص / 5
    (20) التّقنيّات السّرديّة في روايات عبدالرّحمن منيف . عبدالحميد المحادين المؤسّسة العربيّة للدّراسات والنّشر الطبعة الأولى 1999م . ص 64.
    (21) رواية الأقـلف . ص / 20
    (22) رواية الأقـلف . ص / 150
    (23) رواية الأقـلف . ص / 45
    (24) رواية الأقـلف . ص / 44
    (25) رواية الأقـلف . ص / 56
    (26) رواية الأقـلف . ص / 111
    (27) رواية الأقـلف . ص / 128
    (28) رواية الأقـلف . ص / 132
    المراجع :
    1- محاضرات تمهيديّة في التحليل النّفسي تأليف سيجموند فرويد ترجمة د/ أحمد عزّت راجح .
    مكتبة الأنجلو المصرية / الطبعة الرّابعة . 1978م .
    2- عقدة أوديب ( في الأسطورة وعلم النّفس تأليف / باتريك فلاهي ترجمة/ جميل سعيد
    منشورات مكتبة المعارف / بيروت .
    7- معجم مصطلحات التحليل النّفسي جان لابلانش / ج . ب. بونتاليس ترجمة/مصطفى حجازي
    الطبعة ألأولى / المؤسّسة الجامعيّة للدّراسات والنّشر والتّوزيع 1985م .
    4- دليل النّقد الأدبيّ د/ ميجان الرويلي . د/ سعد البازعي
    المركز الثّقافي العربيّ / الطبعة الثّانية . ص 225
    5-التّفسير النّفسي للأدب . د / عزّ الدّين إسماعيل . مكتبة الغريب / الطبعة الثّانية .
    6- المنهج الموضوعي (نظرية وتطبيق) د/ عبدالكريم حسن
    دمشق / الطبعة الثّانية 1996 م .
    7- صراع المقهور مع السّلطة ( دراسة في التحليل النّفسيّ لرواية الطّيب صالح ) .
    بيروت / 1986م.
    8- الاتجاه القومي في الرّواية (ملاحظات عامّة وقراءات نقدّيّة) الكويت/ سلسلة عالم المعرفة 1994 / العدد (188) ص/ 142 . هاني لبيب.
    9- بناء الزّمن في الرّواية المعاصرة د/مراد عبدالرّحمن مبروك الهيئة المصريّة العامّة للكتاب 1988م.
    10- التّقنيّات السّرديّة في روايات عبدالرّحمن منيف . عبدالحميد المحادين المؤسّسة العربيّة للدّراسات والنّشر الطبعة الأولى 1999م .

المقالات

مرحبًا بك في عالم من الإمكانيات اللانهائية، حيث الرحلة مثيرة تمامًا كالوصول، وحيث كل لحظة فرصة لتحقيق إنجازك.

  • لحن الشتاء وآفاق ربيع مفعم بالشجن

    فريدة النقاش* حالة كابوسيه للعالم تتكرر في اعمال القصاصين العرب من المحيط الى الخليج وتكتسب في كل بلد سمة خصوصية. تدخل في حالات تحول غير بشرية. وحيث تتشوه صورة العالم وتنقلب راسا على عقب في اعمال الجيل الجديد من القصاصين ويتأسس الكابوس في الواقع لا في الحلم ويتخذ صورة الاحتجاج البارد على التحول الوحشي في…

  • نجمة الصباح ـ قصةٌ قصـــــــيرةٌ:  لـ عبـــــــدالله خلــــــــيفة

    المقالات اثنتان وثلاثون سنة وأنا أعمل في جريدة «نجمة الصباح». كان مكانها، في البدء، شقة صغيرة  وسط السوق. كانت نوافذ الغرف القليلة الضيقة، التي نعمل فيها تسربُ ضجة المارة والباعة، فترتجفُ صيحات المشترين وأبواق الدراجات والسيارات على أوراقنا، يمتلئ المكان بدخان السجائر والعربات وروائح المأكولات الشعبية الساخنة، ويندفعُ إلينا الصغار لحمل الأعداد، أو القراء يفيضون…

  • أنا وأمي ـ قصةٌ قصـــــــيرةٌ: لـ عبـــــــدالله خلــــــــيفة

    ساعد أمي البض يتلألأ في المقعد الأمامي ، وشعرها الكث الأسود، ووجهها المتوردُ، لوحتي الجميلة الحبيبة . أتعلقُ بها وأنا في المقعد الخلفي ، أقبلُ زندَها المضيء ، فتدفعني صائحةً ، غاضبة. أحشرُ أختي في زاوية المقعد لتصرخ هي بدورها . فتتطلع إليّ أمي من المرآة الأمامية الصغيرة ، لتبدو عيناها الواسعتان المكحولتان تتأججان بالجمال…

  • سهـرة ـ قصةٌ قصـــــــيرةٌ: لـ عبـــــــدالله خلــــــــيفة

    أشربْ هذه الكأس المترعة بالزبد والضياء والألم. أشرب ولا تدفع ولا تجزع. واضحك حتى الصباح واحفر في ذاكرتك هذه الوجوه، وهذه الأجساد الرائعة، أحفرها بتقاطيعها الدقيقة، وبنظراتها السكرى المفعمة بالنشوة والشهوة، فلعلها تنسيك عذابَ الليالي القادمة، لعلها تسليك في الفراشِ المهترئ والظلام. فبعد ساعات سيسألك «البارمان»: – الفاتورة يا سيدي! ستضحكُ بعمقٍ وتقولُ: – إنني…

  • دهشة الساحـر ـ قصةٌ قصـــــــيرةٌ:  لـ عبـــــــدالله خلــــــــيفة

    كانت ضجة عنيفة على الباب. لملم العجوز أطرافه المبعثرة بين النوم والحلم، وتعكز على ظلال الظهيرة، وفتح، وفوجئ بانهمار مطر بُني من المفتشين ورجال الشرطة. وُضعت زجاجات الكافور والزعتر والورد، وارتجافات المواليد، وشظايا أماني العمر المديد وحبوب البصر، في الأكياس. لم يكن هناك في الحي من يرمق المشهد. الأغراب الذين سكنوا وصاروا رجال المليشيا، والجبليون…

  • الدرب ـ قصةٌ قصـــــــيرةٌ: لـ عبـــــــدالله خلــــــــيفة

    إلى أين يسيرُ هذا الطابورُ الدامي الأقدام ؟لا أثر للقرية أو القصر أو البحر أو الحدائق أو النسمات الشمالية ، تلالٌ من الرملِ وحقلٌ من النخيل الشيطاني ومرتفعاتٌ صخرية ومنخفضات كأفواهٍ جائعة ، والشمسُ هذا البركان المتنقل المتفجر يرسلُ قذائفهُ في الوجوه وهذا الطابورُ يزحفُ بمعاوله ورفوشهِ وجرارتهِ وخيامه وعرقه وأرقه وصرخاته وسياطهِ مجتاحاً الرمال…

  • التـــرانيم  ـ قصةٌ قصـــــــيرةٌ:  لـ عبـــــــدالله خلــــــــيفة

    اقترب الطبيب من مريضه المتشنج. ثمة جسد منفلت من الإيقاع. أطرافه تمتد من الأفق إلى الحريق. عيونه تستصرخ كائنات خفية، وأصابعه تلمس الرماد وبقايا الأحذية. الإبرة المتغلغلةُ في جذوره النائية لا تكفي وحدها لإيقاف نظره، وإطلالة زهرته في الأرض الخراب. لا يزال جسده ينتفض بين الماء والسماء، وقلبه يريد الإفلات من زنزانة الحمى. هناك زائر…

  •  الأصنــام  ـ قصةٌ قصـــــــيرةٌ:  لـ عبـــــــدالله خلــــــــيفة

    اصطدمت جبهة الحاج مهدي وهو يصلي بشيء صلب . كان حقلهُ الصغير قد توارى بزحف الظلام ، ولم تظهر في السماء حتى شرايين أخيرة للشمس ، ولجأت الطيور إلى البيات ، ولم يرتعش في الحقل سوى قنديل في عريش مفتوح لكل الجهات . تغلغلت يده في التراب . ثمة شيء ثقيل يرفض دغدغة الأصابع .…

  • هذا الجســد لــك ـ قصةٌ قصـــــــيرةٌ: لـ عبـــــــدالله خلــــــــيفة

    في تلك البقعة المشرفة على الوادي ذي الآبار وقطعان الغنم والنسابل الزاهية ، في تلك القمة الحجرية المحاذية للغيوم والنجوم ، بين ذلك الحصى الصلد المنتزع من الجبال القريبة ، بين دهاليز رطبة وساحة ساطعة بالشمس: تاهت خطواتها الطفولية ، وانتزعت أصابعها الطرية حشائش مفعمة بالوحشية والمياه الفوارة . صعدت أقدامها الرقيقة نحو الكوات الصغيرة…

  • ياقوت ـ قصةٌ قصـــــــيرةٌ:  لـ عبـــــــدالله خلــــــــيفة

    عندما كان خالد يقرأ، مستمتعاً بموسيقى خافتة سيمفونية تنبعث من جهاز صغير، نائياً عن إنشاءات الطرق وصيحات الصبية في الحي، سمع طرقاً متواصلاً على الباب. نهض متثاقلاً، وفوجئ بياقوت مرتبكاً ومتلعثماً وراء الضلفة. أدخله بسرور، وقَدّم له شاياً، لكن الرجل بقي متكتفاً واجماً. وبعد لحظات، قال: – طوّل الله عمرك، يا عمي، لا تعتب على…

المقالات العامة

قراءة في رواية «الأقلف» للبحريني عبدالله خليفة

المقالات

مرحبًا بك في عالم من الإمكانيات اللانهائية، حيث الرحلة مثيرة تمامًا كالوصول، وحيث كل لحظة فرصة لتحقيق إنجازك.

  • لحن الشتاء وآفاق ربيع مفعم بالشجن

    فريدة النقاش* حالة كابوسيه للعالم تتكرر في اعمال القصاصين العرب من المحيط الى الخليج وتكتسب في كل بلد سمة خصوصية. تدخل في حالات تحول غير بشرية. وحيث تتشوه صورة العالم وتنقلب راسا على عقب في اعمال الجيل الجديد من القصاصين ويتأسس الكابوس في الواقع لا في الحلم ويتخذ صورة الاحتجاج البارد على التحول الوحشي في…

  • نجمة الصباح ـ قصةٌ قصـــــــيرةٌ:  لـ عبـــــــدالله خلــــــــيفة

    المقالات اثنتان وثلاثون سنة وأنا أعمل في جريدة «نجمة الصباح». كان مكانها، في البدء، شقة صغيرة  وسط السوق. كانت نوافذ الغرف القليلة الضيقة، التي نعمل فيها تسربُ ضجة المارة والباعة، فترتجفُ صيحات المشترين وأبواق الدراجات والسيارات على أوراقنا، يمتلئ المكان بدخان السجائر والعربات وروائح المأكولات الشعبية الساخنة، ويندفعُ إلينا الصغار لحمل الأعداد، أو القراء يفيضون…

  • أنا وأمي ـ قصةٌ قصـــــــيرةٌ: لـ عبـــــــدالله خلــــــــيفة

    ساعد أمي البض يتلألأ في المقعد الأمامي ، وشعرها الكث الأسود، ووجهها المتوردُ، لوحتي الجميلة الحبيبة . أتعلقُ بها وأنا في المقعد الخلفي ، أقبلُ زندَها المضيء ، فتدفعني صائحةً ، غاضبة. أحشرُ أختي في زاوية المقعد لتصرخ هي بدورها . فتتطلع إليّ أمي من المرآة الأمامية الصغيرة ، لتبدو عيناها الواسعتان المكحولتان تتأججان بالجمال…

  • سهـرة ـ قصةٌ قصـــــــيرةٌ: لـ عبـــــــدالله خلــــــــيفة

    أشربْ هذه الكأس المترعة بالزبد والضياء والألم. أشرب ولا تدفع ولا تجزع. واضحك حتى الصباح واحفر في ذاكرتك هذه الوجوه، وهذه الأجساد الرائعة، أحفرها بتقاطيعها الدقيقة، وبنظراتها السكرى المفعمة بالنشوة والشهوة، فلعلها تنسيك عذابَ الليالي القادمة، لعلها تسليك في الفراشِ المهترئ والظلام. فبعد ساعات سيسألك «البارمان»: – الفاتورة يا سيدي! ستضحكُ بعمقٍ وتقولُ: – إنني…

  • دهشة الساحـر ـ قصةٌ قصـــــــيرةٌ:  لـ عبـــــــدالله خلــــــــيفة

    كانت ضجة عنيفة على الباب. لملم العجوز أطرافه المبعثرة بين النوم والحلم، وتعكز على ظلال الظهيرة، وفتح، وفوجئ بانهمار مطر بُني من المفتشين ورجال الشرطة. وُضعت زجاجات الكافور والزعتر والورد، وارتجافات المواليد، وشظايا أماني العمر المديد وحبوب البصر، في الأكياس. لم يكن هناك في الحي من يرمق المشهد. الأغراب الذين سكنوا وصاروا رجال المليشيا، والجبليون…

  • الدرب ـ قصةٌ قصـــــــيرةٌ: لـ عبـــــــدالله خلــــــــيفة

    إلى أين يسيرُ هذا الطابورُ الدامي الأقدام ؟لا أثر للقرية أو القصر أو البحر أو الحدائق أو النسمات الشمالية ، تلالٌ من الرملِ وحقلٌ من النخيل الشيطاني ومرتفعاتٌ صخرية ومنخفضات كأفواهٍ جائعة ، والشمسُ هذا البركان المتنقل المتفجر يرسلُ قذائفهُ في الوجوه وهذا الطابورُ يزحفُ بمعاوله ورفوشهِ وجرارتهِ وخيامه وعرقه وأرقه وصرخاته وسياطهِ مجتاحاً الرمال…

  • التـــرانيم  ـ قصةٌ قصـــــــيرةٌ:  لـ عبـــــــدالله خلــــــــيفة

    اقترب الطبيب من مريضه المتشنج. ثمة جسد منفلت من الإيقاع. أطرافه تمتد من الأفق إلى الحريق. عيونه تستصرخ كائنات خفية، وأصابعه تلمس الرماد وبقايا الأحذية. الإبرة المتغلغلةُ في جذوره النائية لا تكفي وحدها لإيقاف نظره، وإطلالة زهرته في الأرض الخراب. لا يزال جسده ينتفض بين الماء والسماء، وقلبه يريد الإفلات من زنزانة الحمى. هناك زائر…

  •  الأصنــام  ـ قصةٌ قصـــــــيرةٌ:  لـ عبـــــــدالله خلــــــــيفة

    اصطدمت جبهة الحاج مهدي وهو يصلي بشيء صلب . كان حقلهُ الصغير قد توارى بزحف الظلام ، ولم تظهر في السماء حتى شرايين أخيرة للشمس ، ولجأت الطيور إلى البيات ، ولم يرتعش في الحقل سوى قنديل في عريش مفتوح لكل الجهات . تغلغلت يده في التراب . ثمة شيء ثقيل يرفض دغدغة الأصابع .…

  • هذا الجســد لــك ـ قصةٌ قصـــــــيرةٌ: لـ عبـــــــدالله خلــــــــيفة

    في تلك البقعة المشرفة على الوادي ذي الآبار وقطعان الغنم والنسابل الزاهية ، في تلك القمة الحجرية المحاذية للغيوم والنجوم ، بين ذلك الحصى الصلد المنتزع من الجبال القريبة ، بين دهاليز رطبة وساحة ساطعة بالشمس: تاهت خطواتها الطفولية ، وانتزعت أصابعها الطرية حشائش مفعمة بالوحشية والمياه الفوارة . صعدت أقدامها الرقيقة نحو الكوات الصغيرة…

  • ياقوت ـ قصةٌ قصـــــــيرةٌ:  لـ عبـــــــدالله خلــــــــيفة

    عندما كان خالد يقرأ، مستمتعاً بموسيقى خافتة سيمفونية تنبعث من جهاز صغير، نائياً عن إنشاءات الطرق وصيحات الصبية في الحي، سمع طرقاً متواصلاً على الباب. نهض متثاقلاً، وفوجئ بياقوت مرتبكاً ومتلعثماً وراء الضلفة. أدخله بسرور، وقَدّم له شاياً، لكن الرجل بقي متكتفاً واجماً. وبعد لحظات، قال: – طوّل الله عمرك، يا عمي، لا تعتب على…

المقالات العامة

رواية الاقلف ــ جدل الأنا والآخر وقلق الهويّة

المقالات

مرحبًا بك في عالم من الإمكانيات اللانهائية، حيث الرحلة مثيرة تمامًا كالوصول، وحيث كل لحظة فرصة لتحقيق إنجازك.

  • لحن الشتاء وآفاق ربيع مفعم بالشجن

    فريدة النقاش* حالة كابوسيه للعالم تتكرر في اعمال القصاصين العرب من المحيط الى الخليج وتكتسب في كل بلد سمة خصوصية. تدخل في حالات تحول غير بشرية. وحيث تتشوه صورة العالم وتنقلب راسا على عقب في اعمال الجيل الجديد من القصاصين ويتأسس الكابوس في الواقع لا في الحلم ويتخذ صورة الاحتجاج البارد على التحول الوحشي في…

  • نجمة الصباح ـ قصةٌ قصـــــــيرةٌ:  لـ عبـــــــدالله خلــــــــيفة

    المقالات اثنتان وثلاثون سنة وأنا أعمل في جريدة «نجمة الصباح». كان مكانها، في البدء، شقة صغيرة  وسط السوق. كانت نوافذ الغرف القليلة الضيقة، التي نعمل فيها تسربُ ضجة المارة والباعة، فترتجفُ صيحات المشترين وأبواق الدراجات والسيارات على أوراقنا، يمتلئ المكان بدخان السجائر والعربات وروائح المأكولات الشعبية الساخنة، ويندفعُ إلينا الصغار لحمل الأعداد، أو القراء يفيضون…

  • أنا وأمي ـ قصةٌ قصـــــــيرةٌ: لـ عبـــــــدالله خلــــــــيفة

    ساعد أمي البض يتلألأ في المقعد الأمامي ، وشعرها الكث الأسود، ووجهها المتوردُ، لوحتي الجميلة الحبيبة . أتعلقُ بها وأنا في المقعد الخلفي ، أقبلُ زندَها المضيء ، فتدفعني صائحةً ، غاضبة. أحشرُ أختي في زاوية المقعد لتصرخ هي بدورها . فتتطلع إليّ أمي من المرآة الأمامية الصغيرة ، لتبدو عيناها الواسعتان المكحولتان تتأججان بالجمال…

  • سهـرة ـ قصةٌ قصـــــــيرةٌ: لـ عبـــــــدالله خلــــــــيفة

    أشربْ هذه الكأس المترعة بالزبد والضياء والألم. أشرب ولا تدفع ولا تجزع. واضحك حتى الصباح واحفر في ذاكرتك هذه الوجوه، وهذه الأجساد الرائعة، أحفرها بتقاطيعها الدقيقة، وبنظراتها السكرى المفعمة بالنشوة والشهوة، فلعلها تنسيك عذابَ الليالي القادمة، لعلها تسليك في الفراشِ المهترئ والظلام. فبعد ساعات سيسألك «البارمان»: – الفاتورة يا سيدي! ستضحكُ بعمقٍ وتقولُ: – إنني…

  • دهشة الساحـر ـ قصةٌ قصـــــــيرةٌ:  لـ عبـــــــدالله خلــــــــيفة

    كانت ضجة عنيفة على الباب. لملم العجوز أطرافه المبعثرة بين النوم والحلم، وتعكز على ظلال الظهيرة، وفتح، وفوجئ بانهمار مطر بُني من المفتشين ورجال الشرطة. وُضعت زجاجات الكافور والزعتر والورد، وارتجافات المواليد، وشظايا أماني العمر المديد وحبوب البصر، في الأكياس. لم يكن هناك في الحي من يرمق المشهد. الأغراب الذين سكنوا وصاروا رجال المليشيا، والجبليون…

  • الدرب ـ قصةٌ قصـــــــيرةٌ: لـ عبـــــــدالله خلــــــــيفة

    إلى أين يسيرُ هذا الطابورُ الدامي الأقدام ؟لا أثر للقرية أو القصر أو البحر أو الحدائق أو النسمات الشمالية ، تلالٌ من الرملِ وحقلٌ من النخيل الشيطاني ومرتفعاتٌ صخرية ومنخفضات كأفواهٍ جائعة ، والشمسُ هذا البركان المتنقل المتفجر يرسلُ قذائفهُ في الوجوه وهذا الطابورُ يزحفُ بمعاوله ورفوشهِ وجرارتهِ وخيامه وعرقه وأرقه وصرخاته وسياطهِ مجتاحاً الرمال…

  • التـــرانيم  ـ قصةٌ قصـــــــيرةٌ:  لـ عبـــــــدالله خلــــــــيفة

    اقترب الطبيب من مريضه المتشنج. ثمة جسد منفلت من الإيقاع. أطرافه تمتد من الأفق إلى الحريق. عيونه تستصرخ كائنات خفية، وأصابعه تلمس الرماد وبقايا الأحذية. الإبرة المتغلغلةُ في جذوره النائية لا تكفي وحدها لإيقاف نظره، وإطلالة زهرته في الأرض الخراب. لا يزال جسده ينتفض بين الماء والسماء، وقلبه يريد الإفلات من زنزانة الحمى. هناك زائر…

  •  الأصنــام  ـ قصةٌ قصـــــــيرةٌ:  لـ عبـــــــدالله خلــــــــيفة

    اصطدمت جبهة الحاج مهدي وهو يصلي بشيء صلب . كان حقلهُ الصغير قد توارى بزحف الظلام ، ولم تظهر في السماء حتى شرايين أخيرة للشمس ، ولجأت الطيور إلى البيات ، ولم يرتعش في الحقل سوى قنديل في عريش مفتوح لكل الجهات . تغلغلت يده في التراب . ثمة شيء ثقيل يرفض دغدغة الأصابع .…

  • هذا الجســد لــك ـ قصةٌ قصـــــــيرةٌ: لـ عبـــــــدالله خلــــــــيفة

    في تلك البقعة المشرفة على الوادي ذي الآبار وقطعان الغنم والنسابل الزاهية ، في تلك القمة الحجرية المحاذية للغيوم والنجوم ، بين ذلك الحصى الصلد المنتزع من الجبال القريبة ، بين دهاليز رطبة وساحة ساطعة بالشمس: تاهت خطواتها الطفولية ، وانتزعت أصابعها الطرية حشائش مفعمة بالوحشية والمياه الفوارة . صعدت أقدامها الرقيقة نحو الكوات الصغيرة…

  • ياقوت ـ قصةٌ قصـــــــيرةٌ:  لـ عبـــــــدالله خلــــــــيفة

    عندما كان خالد يقرأ، مستمتعاً بموسيقى خافتة سيمفونية تنبعث من جهاز صغير، نائياً عن إنشاءات الطرق وصيحات الصبية في الحي، سمع طرقاً متواصلاً على الباب. نهض متثاقلاً، وفوجئ بياقوت مرتبكاً ومتلعثماً وراء الضلفة. أدخله بسرور، وقَدّم له شاياً، لكن الرجل بقي متكتفاً واجماً. وبعد لحظات، قال: – طوّل الله عمرك، يا عمي، لا تعتب على…

المقالات العامة

عبدالله خليفة في روايته الأقلف يسرد حالات الإنسان المهمّش في بحثه عن الحب

أحمد العربي كاتب من سوريا

المقالات

مرحبًا بك في عالم من الإمكانيات اللانهائية، حيث الرحلة مثيرة تمامًا كالوصول، وحيث كل لحظة فرصة لتحقيق إنجازك.

  • لحن الشتاء وآفاق ربيع مفعم بالشجن

    فريدة النقاش* حالة كابوسيه للعالم تتكرر في اعمال القصاصين العرب من المحيط الى الخليج وتكتسب في كل بلد سمة خصوصية. تدخل في حالات تحول غير بشرية. وحيث تتشوه صورة العالم وتنقلب راسا على عقب في اعمال الجيل الجديد من القصاصين ويتأسس الكابوس في الواقع لا في الحلم ويتخذ صورة الاحتجاج البارد على التحول الوحشي في…

  • نجمة الصباح ـ قصةٌ قصـــــــيرةٌ:  لـ عبـــــــدالله خلــــــــيفة

    المقالات اثنتان وثلاثون سنة وأنا أعمل في جريدة «نجمة الصباح». كان مكانها، في البدء، شقة صغيرة  وسط السوق. كانت نوافذ الغرف القليلة الضيقة، التي نعمل فيها تسربُ ضجة المارة والباعة، فترتجفُ صيحات المشترين وأبواق الدراجات والسيارات على أوراقنا، يمتلئ المكان بدخان السجائر والعربات وروائح المأكولات الشعبية الساخنة، ويندفعُ إلينا الصغار لحمل الأعداد، أو القراء يفيضون…

  • أنا وأمي ـ قصةٌ قصـــــــيرةٌ: لـ عبـــــــدالله خلــــــــيفة

    ساعد أمي البض يتلألأ في المقعد الأمامي ، وشعرها الكث الأسود، ووجهها المتوردُ، لوحتي الجميلة الحبيبة . أتعلقُ بها وأنا في المقعد الخلفي ، أقبلُ زندَها المضيء ، فتدفعني صائحةً ، غاضبة. أحشرُ أختي في زاوية المقعد لتصرخ هي بدورها . فتتطلع إليّ أمي من المرآة الأمامية الصغيرة ، لتبدو عيناها الواسعتان المكحولتان تتأججان بالجمال…

  • سهـرة ـ قصةٌ قصـــــــيرةٌ: لـ عبـــــــدالله خلــــــــيفة

    أشربْ هذه الكأس المترعة بالزبد والضياء والألم. أشرب ولا تدفع ولا تجزع. واضحك حتى الصباح واحفر في ذاكرتك هذه الوجوه، وهذه الأجساد الرائعة، أحفرها بتقاطيعها الدقيقة، وبنظراتها السكرى المفعمة بالنشوة والشهوة، فلعلها تنسيك عذابَ الليالي القادمة، لعلها تسليك في الفراشِ المهترئ والظلام. فبعد ساعات سيسألك «البارمان»: – الفاتورة يا سيدي! ستضحكُ بعمقٍ وتقولُ: – إنني…

  • دهشة الساحـر ـ قصةٌ قصـــــــيرةٌ:  لـ عبـــــــدالله خلــــــــيفة

    كانت ضجة عنيفة على الباب. لملم العجوز أطرافه المبعثرة بين النوم والحلم، وتعكز على ظلال الظهيرة، وفتح، وفوجئ بانهمار مطر بُني من المفتشين ورجال الشرطة. وُضعت زجاجات الكافور والزعتر والورد، وارتجافات المواليد، وشظايا أماني العمر المديد وحبوب البصر، في الأكياس. لم يكن هناك في الحي من يرمق المشهد. الأغراب الذين سكنوا وصاروا رجال المليشيا، والجبليون…

  • الدرب ـ قصةٌ قصـــــــيرةٌ: لـ عبـــــــدالله خلــــــــيفة

    إلى أين يسيرُ هذا الطابورُ الدامي الأقدام ؟لا أثر للقرية أو القصر أو البحر أو الحدائق أو النسمات الشمالية ، تلالٌ من الرملِ وحقلٌ من النخيل الشيطاني ومرتفعاتٌ صخرية ومنخفضات كأفواهٍ جائعة ، والشمسُ هذا البركان المتنقل المتفجر يرسلُ قذائفهُ في الوجوه وهذا الطابورُ يزحفُ بمعاوله ورفوشهِ وجرارتهِ وخيامه وعرقه وأرقه وصرخاته وسياطهِ مجتاحاً الرمال…

  • التـــرانيم  ـ قصةٌ قصـــــــيرةٌ:  لـ عبـــــــدالله خلــــــــيفة

    اقترب الطبيب من مريضه المتشنج. ثمة جسد منفلت من الإيقاع. أطرافه تمتد من الأفق إلى الحريق. عيونه تستصرخ كائنات خفية، وأصابعه تلمس الرماد وبقايا الأحذية. الإبرة المتغلغلةُ في جذوره النائية لا تكفي وحدها لإيقاف نظره، وإطلالة زهرته في الأرض الخراب. لا يزال جسده ينتفض بين الماء والسماء، وقلبه يريد الإفلات من زنزانة الحمى. هناك زائر…

  •  الأصنــام  ـ قصةٌ قصـــــــيرةٌ:  لـ عبـــــــدالله خلــــــــيفة

    اصطدمت جبهة الحاج مهدي وهو يصلي بشيء صلب . كان حقلهُ الصغير قد توارى بزحف الظلام ، ولم تظهر في السماء حتى شرايين أخيرة للشمس ، ولجأت الطيور إلى البيات ، ولم يرتعش في الحقل سوى قنديل في عريش مفتوح لكل الجهات . تغلغلت يده في التراب . ثمة شيء ثقيل يرفض دغدغة الأصابع .…

  • هذا الجســد لــك ـ قصةٌ قصـــــــيرةٌ: لـ عبـــــــدالله خلــــــــيفة

    في تلك البقعة المشرفة على الوادي ذي الآبار وقطعان الغنم والنسابل الزاهية ، في تلك القمة الحجرية المحاذية للغيوم والنجوم ، بين ذلك الحصى الصلد المنتزع من الجبال القريبة ، بين دهاليز رطبة وساحة ساطعة بالشمس: تاهت خطواتها الطفولية ، وانتزعت أصابعها الطرية حشائش مفعمة بالوحشية والمياه الفوارة . صعدت أقدامها الرقيقة نحو الكوات الصغيرة…

  • ياقوت ـ قصةٌ قصـــــــيرةٌ:  لـ عبـــــــدالله خلــــــــيفة

    عندما كان خالد يقرأ، مستمتعاً بموسيقى خافتة سيمفونية تنبعث من جهاز صغير، نائياً عن إنشاءات الطرق وصيحات الصبية في الحي، سمع طرقاً متواصلاً على الباب. نهض متثاقلاً، وفوجئ بياقوت مرتبكاً ومتلعثماً وراء الضلفة. أدخله بسرور، وقَدّم له شاياً، لكن الرجل بقي متكتفاً واجماً. وبعد لحظات، قال: – طوّل الله عمرك، يا عمي، لا تعتب على…