- قراءة في أعمال الأديب عبدالله خليفة
- المكانُ في روايات عبد الله خليفة دراسة تحليليّة لنماذجَ مُختارة
- عبدالله خليفة كاتب وروائي
- غير مصنّف
- قصـــــــصٌ قصـــــــــيرةٌ لـ عبـــــــدالله خلـــــــيفة
- كريستين هانا (Kristin Hannah)، الروائية الامريكية المعروفة، تكتب عن عبدالله خليفة
- الـسفـــــرـ قصةٌ قصـــــــيرةٌ: لـ عبـــــــدالله خلــــــــيفة
- الخــــــروج _ قصةٌ قصيرةٌ : لــ عبدالله خليفة
- المذبحة ــ قصةٌ قصيرةٌ : لـ عبـــــــدالله خلــــــــيفة
المقالات
الخــــــروج ⇜ قصةٌ قصيرةٌ
انتشى وهو يصعدُ السلم ، صعدَ قمةٍ شاهقةٍ ولمسَ السحبَ وذاقَ المطر . الدنيا صيفٌ والشمسُ تنورٌ متجولٌ . صعدَ وابتسم وود لو يقفزُ إلى الشارع البعيد ويقبل أخاه ويغرقان في احتساءِ هرمٍ من العلب ذات المياه الفضية . هل سيحضنهُ؟ هل سيراهُ أم يبقى وحيداً ؟
سمعَ نداءات السجناء الأخيرة من الساحة . أي ألمٍ حادٍ ولاذعٍ يخلقهُ خروجهُ ؟ الأفواهُ تعبرُ عن الفرح والتمنيات الطيبة وترجو الاستقامة المنتظرة والقلوب محروقة بالقضبان. البارحة أقاموا له حفلاً ساهراً ، صدحتْ فيهِ الأغاني ، وعبرتْ إلى الفضاء والمدينة ، ثم ناموا جميعاً ، وبقى وحده سهران ، عيناهُ جمرتان لا تطفئهما بحار العالم.
لا يزال العريفُ يقودهُ أمامه رغم أنه استبدل الملابس الزرقاء بالثياب العادية . حين يخطو خارج القلعة سيكون حراً حينذاك ، أما هنا ، بين هذه الردهات والغرف المعبأة بالمفاجآت فمن يدري ماذا يحدث بعد دقائق ؟
فــُتح البابُ وأُدخل إلى مكتب الضابط . حيّاهُ الرجلُ العجوزُ القابعُ في كرسيه الفخم بابتسامة مشرقة .
– ستغادرنا أخيراً . .
– انتظرتُ هذا اليومَ طويلاً . .
نهضَ الضابط وفتح خزانة حديدية ضخمة ، وأخرج أشياءَ عديدة ووضعها على الطاولة . قطعٌ نقدية ، مفاتيح ، حزام ، أقلام ، كتاب . وضعها في جيوبه وهو يبتسم، القطع النقدية تكفيه لعدة أيام إذا لم يرْ أخاه . هذا أولُ مذاقِ الحاناتِ والشوارع والشطآن . كان حلمُ الخروج والاندفاع إلى أول حانةٍ يدغدغُ نفسَهُ أعواماً حتى تحول إلى همٍ يؤرقه . والآن لا يودُ أن يشربَ . ولا يودُ أن يتعارك هناك ، ولا يود أن يندفع إلى امرأة ما ، بل أن يسندَ ظهرهُ إلى جدار بيتهِ ويتمددُ بارتياحٍ بلا أوامر وبلا سلاسل. يدخنُ ويقهقه بصوتٍ عالٍ لتنبثقَ الضحكات من القلب طيوراً ملونة وفراشات ساحرة .
لم يبق على الطاولة سوى وجه الضابط الذي عاد إلى صرامته .
– اسمعْ ! لا أود أن أراكَ هنا ثانية . لو سرقت فسوف أسلخُ جلدك !
يعرفُ هذا الوجه جيداً . طالما اقتحم الزنازين وسوطهُ في يده . يضربُ به ويرفسُ بحذائهِ الثقيل أيضاً كثورٍ هائج . حين سمعَ إنه يحرضُ السجناء على كتابة عريضة داسَ فوق صدرهِ وألقاه في زنزانة العقاب شهراً كاملاً لا يذوق سوى الخبز والماء والملح .
عندما وصلَ إلى الباب قال :
– اطمئن سوف لن أعودَ هنا ثانية .
⓶
الشارع لم يعد كما كان . ظن إنه أخطأ المكان . سار شرقاً حتى وصل إلى عمارات كبيرة ثم رأى البحر . صعدتْ الشمسُ إلى قلبِ السماء ، اختفتْ الظلالُ ، واحترقَ اسفلت الشارع . ايقن إنه نفس الطريق القديم ، فهذا التعرجُ وبقايا البيوت القديمة والوصول إلى البحر تؤكد إنه ذات الشارع القديم . لكن أين الحي العتيق المهترئ ؟ . اندفعت عماراتٌ من بطن الأرضِ ، وعوت وزأرت آلاتٌ تهز التربة ، وازدحم الطريقُ بالعرباتِ والمارةِ والباعة . وجوهٌ غريبة ولغاتٌ غريبة . هنا دكان مرزوق ، حيث يتجمعُ الرجالُ والشيوخ ويلعبون الداما . كنتَ تسمعُ ضربات القطع على الطاولة وأنت مستلقٍ في بيتِ أخيك . الصراخُ العنيفُ بينهم كان يمنعك من النوم وأحياناً كنتَ تفتح النافذة وتطلقُ غضبك عليهم . أين هم الآن ؟ بل أين الدكان والبيت والحي بأكمله ؟!
ظهرتْ عمارة كبيرة فوق أضلاع الحي القديم . في الطابق الأرضي محلاتٌ تجارية ومطعم ، وفي الطوابق الأخرى شققٌ صغيرة وجميلة .
أين ذهب أخوه ؟ أرسلَ عشرات الرسائل أخبرهُ فيها بأشياء كثيرة غير أنه لم يقلْ له أن الأصدقاء غادروا ، وأن الحي الذي كان يعشقُ مُزقت أحشاؤه وحُولَ جلدُهُ إلى ميداليات للسياح . كتبَ الرسائلَ بين جدران البيت وقرب شجرة النبق المليئة بالعصافير ثم انقطعتْ الرسائلُ ولم يعدْ يسمعُ عن أخيه شيئاً . توقفَ سيلُ الأغراض التي كان يرسلها ، وصار يجمعُ بقايا قطع الصابون من الحمامات . بكى في الليل ذات مرةٍ وهو يرى أخاه يغرقُ في خضم بحر متلاطم الموج . سار في الحارات يسألُ الناسَ ومات جوعاً في زاوية مظلمة .
تصور إنه سيجدُ البيتَ ، ويطرقُ البابَ ، ويعانقُ ويضحك ويبكي ويقفز فرحاً في الحوش . وضعَ يدَهُ في جيبهِ فرنتْ المفاتيح .
دخلَ المطعم وطلب عدة أطباق . أكلها بنهم ثم شرب زجاجة باردة . تلمسها بفرح ، وشعر بالسعادة لأنه حر . وودَ لو يرقصُ أو يسبحُ في البحر كما يشاء أو ينام في البساتين متغذياً على البلح .
أراد أن يدفع فذهل لأن جميعَ نقودهِ لا تكفي لسداد الفاتورة . تلفتَ لعله يجدُ أحداً يعرفهُ ولكن لا أحد . فكر أن يزوغ من المطعم بخفةٍ ، ثم تقدم إلى صاحب المطعم وشرح له موقفه . أخذ ما معه وطلبَ منه أن لا يفعلها مرة أخرى .
خرجَ فرأى صديقاً أمامه . كان فاضل أحد المتسكعين الذين طالما سهر معهم في الأوكار . هناك كانت العلبُ تتكدسُ في زوايا الغرفة والطاولة تئنُ تحت وطأة الضربات والأوراق المالية . هل سيتذكرهُ ويحتضنهُ بعد هذه الغيبة الطويلة ؟
نظراته تدلُ على معرفتهِ به وتدلُ أيضاً على الفزع . يقتربُ منه ويصافحهُ ببرود . يدهُ يتألق فيها خاتمٌ براق . ينسحبُ من أمامه بهدوءٍ تام . غضبَ وتألمَ لأن الرجلَ لم يعطهِ أية فرصة ليسأله عن أخيه أو عن الأصدقاء القدامى .
هل اعتقد إنك سوف تطلبُ منه شيئاً ؟ كنتَ ستضعُ رأسك على كتفهِ وتقهقه ، وتذكرهُ بالنكات التي يلقيها . وتشربُ كأساً معه وتفتحُ قلبك وتفضض . .
تراجع إلى الجدار فأمسك واجهة زجاجية وأراد أن يتقيأ أحلامَهُ وأيامَهُ ويركضُ في بحرٍ ويصل جزيرة ليس فيها سوى كوخٍ واحدٍ يسكنهُ صيادٌ عجوزٌ لديه ابنة وحيدة غير متزوجة .
رفعَ رأسَهُ فالتقى بوجهِ رجلٍ شاب يحدقُ فيه مستريباً . تأمل رزم الأوراق المالية التي يعدها . الخزانة الحديدية ليست كبيرة . ابتعد عن محل الصرافة . وجد قفل الباب ليس قوياً ، والمحل ليس بعيداً عن زقاق جانبي . في الليل تأتي ، ليس ثمة ناطورٌ هنا .
فجأة أحسَ بقبضةٍ تمسكهُ من خناقهِ ، التفت بحنق وغضب فوجد سلمان صديق السجن يحتضنهُ بشوق ، ويخضهُ بقوة . يقبلهُ بنهم وكأنه يشمُ البحرَ هناك والأحجار الكبيرة الرابضة على الشاطئ والبساتين والبركة الكبيرة العميقة المياه .
يضحكان معاً ، ويشير سلمان إلى محل الصراف بعينهِ ، فيدقُ قلبهُ بهلعٍ ، يبتعدان .
– هذا صرافٌ جديد ولكنه كسبَ الملايين وهو قليل الخبرة ، فكثيراً ما يدعُ أكداس النقود في الخزانة ليلاً .
– ولكن لمَ تقول لي ذلك ؟ !
– لدي صديقٌ آخر ، ونحن نحتاج إلى زميلٍ ثالثٍ لتكتمل الخطة .
أحسَّ بحبلٍ يلتفُ حول عنقهِ ، جاءت الجدرانُ الضيقة والسياط وبراميلُ البولِ اللعينة ، بعُدت الملاهي والقناني والفتياتُ ، سمعَ النحيبَ والاعترافات الكاذبة والصحيحة والتمنيات بحياةٍ مستقيمةٍ ورأى الأرزَ اليابسَ وسمع البكاءَ المرير فانتفضَ بغضبٍ وكرهٍ ورغبَ لو يصرخُ بأنه لن يعودَ إلى هناك !
– ابتعدْ عني !
– لن تجدَ عملاً !
– لا أريدُ أن أرى وجهك !
– ستموتُ جوعاً !
– ليكن !
– عند حدوثِ أولِ سرقةٍ بعد خروجك سيلقون القبض عليك !
– . . . . .
– وعندما تعيشُ شريفاً سيلقون القبض عليك مشككين في نزاهة دخلك !
– لا أريدُ أن أسمعَ !
– وحين لا يكتشفون الفاعلَ لأية جريمة سيجرونك ويكتبونها باسمك !
– دعني أيها اللعين !
– وما أكثر الاعترافات المزيفة والبلاغات الكاذبة !.
انفلتَ من بين يديه وانفاسهُ اللاهبة تحرقُ وجهَه . لو يطير ويجدُ نفسَهُ فجأة في بستانٍ كبيرٍ يحرثُ الأرضَ ويسقي الزرعَ ! لو تختفي هذه العملات والأحذية السوداء الثقيلة والملابس الرثة !
– أين ستنام وتأكل ؟
اندفعَ بعيداً ، سيجدُ مكاناً ما ، كوخ امرأة عجوز طيبة ، شقة متواضعة عند أصدقاء أخيه . سيعملُ ويغدو شيئاً آخر . سيشقُ الأرضَ والزحامَ والكآبة .
– أنت تعرفُ بيتي ، إنه لا يبعدُ عن هنا كثيراً !
⓷
امامهُ البحر وخلفهُ المدينة القاتمة . قاربهُ العجوزُ مقيدٌ إلى الشاطئ لا يبحرُ أبداً . جثم فيه واستكان . المعدة الفارغة تؤلمهُ بأحلامها ورفساتها . رقدَ في القارب عدة ليالٍ، ملأ قاعَهُ بقطعِ الثياب والقش .
أراد أن ينام . آلامٌ غريبة سرتْ في اعضائه ، تمددَ بصعوبةٍ كمضربٍ عن الطعام أشرفَ على الهلاك . نهضَ وأطلَ على العمارة الكبيرة الجاثمة وراءه . النافذة التي يراقبها كلَ ليلة أضيئت . أزيحت الستارة قليلاً وبدت المرأة الشقراء متلألئة كالشمس . اقترب منها رجلٌ وقبلها طويلاً .
لا يشتهي القبلة الآن ، بل لحماً مطبوخاً وخبزاً وزجاجة نبيذ . انحدر رأساهما واختفيا.
توجه إلى برميل القمامة ورأى بضعة كلابٍ تتعارك على الأكياس السوداء المنتفخة بالبقايا ، تمزقها وتبعثرُ محتوياتها ويجدُ كلُ واحدٍ وجبتـَهُ فيسودُ السلام.
طرق أبوابَ الشركات والمعامل ، جرتهُ الشمسُ من بابٍ إلى باب ، انتظرَ ، لم يستطع أن يستخرجَ بطاقة عمل ، أخذ الأوراقَ إلى كلِ مكان ، ووجدَ جملة تلتهبُ في عينيه «من أرباب السوابق» . كاد أحد المحامين أن يشغلهُ لولا أنه تذكر : ألم أرك من قبل ؟ !
صرخَ في الليل البهيم : أين أخي ؟ كان هنا يتكلم ويتألم ، قال له لا تسرقْ . ضربَ يدهُ بالعصا . فسرقَ البيضَ وباعهُ . سرقَ خاتمَ أمِه الذهبي وكسرَ الحصالة وباع الدجاجَ وافتض الخزائن . وبعد كل سرقةٍ وهربٍ وتمتعٍ وأنسٍ عودة ذليلة إلى البيتِ وطاعة وتظاهر بالاستقامة .
كان هنا يصرخُ فيك قائلاً : اقرأ ! قادك إلى المدرسة مراراً فتسلقتَ السور . ذات يوم رأيتهُ يبكي وهو يندفعُ نحو القضبان إليك !
ماذا بقى من البيت لكي يصرفَ عليك ؟ ثم استسلم . . يكتب إليك الرسائل ويشك في الاستقامة الموعودة . ابتسامته الغريبة قالت إنك وحدك الآن . ثم صمت تماماً . دهشتَ ذات مرة حينما استدعاك الضابط وراح يسألُ عنه . ماذا كان يفعل ؟ بمن يلتقي ؟ لماذا لا يكتبُ لك الرسائل الآن ؟
ماذا قال في رسالتهِ الأخيرة ؟ تذكرْ ! تلك كانت الوصية . كان مستلقياً في الأرض التي يزرعها في السجن ، يتابعُ تدفقَ الماء إلى النبتات الطرية ويبتسمُ بابتهاج مطالعاً الغيومَ بأمل وحب . حينذاك قذف شرطيٌ الرسالة من فوق السياج . سطورُهُا الغامضة جعلتهُ يترنحُ . صمتَ الماءُ في الجداول واحترقتْ السحبُ في الفضاء .
هو الليلُ إذن . كيف تخلى عنهُ في اللحظة التي وصلَ فيها إليه ؟ السنواتُ الأخيرة التي نقبَ فيها عن الضوء وحرثَ الأرضَ وغرسَ البذار ، السنوات التي ابتعد فيها عن معارك السجناء والحشيش وكتابة التقارير وحبوب الفاليوم !
لم يصدقْ إنه رحل . ظل يحلمُ به . سيجدهُ حينما يخرج ، سيظهرُ إليه حتى من تحت الأنقاض !
هو الليل إذن ، لا بد أن يذهبَ إلى الحقول .
سمع صوت سيارة تقترب . وقفت بقربهِ ، رفع رأسه فوجدها سيارة شرطة . تساءل : هل بدأت المتاعب ؟
اقترب منه شرطيٌ وتفحصهُ بمصباحهِ اليدوي . ثم وضع يدَهُ في كومة الملابس.
– هل سرقت كل هذه الثياب ؟
– كلا ولكن الناس هنا حين يموتُ أحدهم يلقون ثيابه عند البحر . أنا اجمعُ ثياب الموتى .
– هيا ابتعد عن هذا المكان .
ود من أعماقه أن يتمهلوا ويدققوا فيه لعلهم يجدونه لصاً خطيراً . لو نام هنا مرة أخرى فلن يجروه إلى السجن بل سيضربونه بقسوة ثم يدعونه في حال سبيله . سيكونُ نوماً لذيذاً لو نام بين أصدقائه هناك ، الوجبات تأتي في موعدها المحدد ، والمرء له فراشه، والعمل متوفر !
قفز من القارب وانتبه إلى النافذة المضاءة ولكنه لم ير العاشقين . دخل الأزقة والدكاكين حتى انهارت ركبتاه . وقف عند مدخل المطاعم المليئة وحدقَ في الدجاج المقلي المتقلب على النار الهادئة .
في أطلال الحي القديم وجدَ صديقاً قديماً . احتضنهُ بشوقٍ ، ففاض معه بكل ألمه وجوعه وقذارته . قاده الرجلُ إلى بيته ، حاول أن يتذكر اسمه فلم يفلح . جاءَ أهلهُ ونظروا إليه بدهشةٍ وهو يأكل بضراوة . ثم تمدد وحاول أن ينام وهو بين الخجل والتعب والحزن . سمعَ صوتاً لرجلٍ آخر يقول : «كيف تدخل مجرماً إلى بيتنا؟» الصديق يحاول أن يهدئ الرجل لكن الصوتَ يعلو ، وهو مخمورٌ بالإرهاق والأكل والألم المرير الذي تحول إلى منشار يشقُ قلبَهُ . تذكر سلمان والخزانة والفرح الذي كان في الأرض المحروثة والماء والوسادة المريحة ، تصور نفسَهُ في حلم ، والقاربُ العجوزُ يندفعُ في البحر ويأخذهُ إلى الجزيرة . نهضَ متحاملاً على نفسه ، جامعاً أوراق فكرهِ المبعثرة ، والقاربُ يتراقصُ في الموج ، والهواءُ نقيٌ في الخارج وعند البحر.
⓸
غاصت قدماه في الماءِ الموحل ، الشمسُ الكبيرة ، قارة النار ، تتدلى فوق رأسهِ . راح يحكُ جلدَهُ بألمٍ وحدة . يرفعُ كومة ثيابٍ من طريق الجدول ، فيندفعُ الماءُ إلى غابة البرسيم العطشى .
جاء قبل أيام إلى البستان . القاهُ باصٌ مشحونٌ بالركاب في الطريق الزراعي . أشعث، ممزق الثياب ، لم يذق الأكل .
وصل إلى قناعة بأنه سوفَ يسرق . ربما لو لم يحصل على عمل هنا لأندفعَ إلى البساتين . . كان متأكداً إنه سوف ينتزع اللقمة بالقوة من أحد الأفواه .
وقد أكد له مستأجر البستان إنه لا يستطيع أن يشغله بهذه البساطة ، فلا بد أن يسلم أوراقَهُ إلى أقرب مركز للشرطة . تطلعَ إليه بريبةٍ وهو يحصدُ البرسيم بمهارةٍ وسرعة ويكومهُ قرب البركة .
انحنى على الأرض بألمٍ بالغ . سمع زقزقة عصافير ، كانت تلعبُ وتضحكُ وتطير عبر رؤوس الأشجار .
ولم يوافق العجوز إلا بعد أن تنازل له عن ثلث أجره .
جاءت شاحنة وألقت كومة هائلة من السماد . دعا العجوز الفلاحين إلى نقل السماد للأرض المحروثة . أخذ عربة واقترب من الجبل الأسود . الرائحة ابعدت العصافير والضحك . ملأ العربة واندفع بها عبر طرقٍ ضيقة . في جزيرةِ السجن النائية كان يعملُ ثلاثَ ساعات وينام ثلاث . وهنا عليه أن يصحو منذ الفجر وينهارُ تعباً عند المساء . سقطت العربة من يدهِ فرفس السماد بغضب .
دفع الفلاحون الكبار في السن عرباتهم ببطءٍ وحذر ، كانوا يثرثرون وهم منحنون . ملأ العربة مرة أخرى وسار على مهلٍ ، عضلات ساعديه تمزقت ، فجلس تحت شجرة وارفة الظلال . سمعَ نداءً بعيداً ، كأنهُ صوتُ أخيه . يناديه من مسافاتٍ شاسعة ، في محطةِ قطارات مليئة بالبشر مثلهُ ويفكرُ فيه . أصرخْ ، أصرخْ ، لكن لن تمتدَ نحوكَ يدٌ ! أمضِ في البرية حتى تتحول إلى وحش . كانت يدٌ قوية حانية تمتدُ إليك ، كان قلبٌ واسعٌ تتدفقُ ينابيعه بين يديك . . .
وجاءَ المساءُ ، واندفعَ البعوضُ إلى الجلد ، أشعلَ ناراً فظلتْ تلسعه وتأكلُ جلدَهُ نيئاً .
أحسَ بجبلٍ يجثمُ فوق صدرهِ ، يريدُ أن ينامَ ، الأبقارُ تخورُ ، الجنادبُ تحزُ سمعَهُ . أغلقَ الكوخَ ورقد ولا زال جلدُهُ يتورم .
كم اشتاق إلى أيام السجن ! فكر في سلمان والخزانة المليئة بالأوراق النقدية وشهر من المتعة وإخفاء بعض النقود في مكان ، والاعتراف على بعضها الآخر وقضاء وقتٍ معروف بين الجدران .
لا يمكن أن يستمر هنا . اشتعل جسدهُ فصار يمزقهُ بأظافرهِ ، يتألم ثم يصرخ ثم يغفو ثم يصحو . ويرى الضابطَ يتقدمُ إليهِ وهو يبتسم «ألا تريد أن تعترف ؟» ، «سأعترفُ يا سيدي ، نعم سرقتُ الخزانة» ، «هكذا بكلِ بساطة ، بدون تعذيب ؟!» .
يلبسُ ثيابَهُ ويجري خارجاً . يندفعُ ويصدم شيئاً ما ، يجري وهو يلعنُ القذارة والبعوض والخزائن والبساتين . يصرخُ عالياً ويحكُ جلدَهُ ويمضي ، يندفعُ في الباص المندفع ويغوصُ بين أرتال الواقفين والجالسين ، يحسُ أن محطتهُ الأخيرة هي بيت سلمان . الوداع للاستقامة والأسمال والمعدة الفارغة . يشعرُ بسعادةٍ غريبةٍ وكأن كابوساً قد انزاح من رأسهِ . يضحكُ فجأة ، وبصوتٍ عالٍ ، لم يقلْ أحدٌ نكتة ، والزحامُ على أشدهِ ، وهو يجلجلُ بضحكةٍ صاخبة .
ثم يتذكر . . القضبانَ والأقفالَ والأحلامَ والنساءَ والزجاجات المليئة والأسرة والأطفال وأخاه ويدَهُ الممدودة عبر المسافات والأسطر المضيئات وأحذية الشرطة فوق الرأس والنوم من السابعة وأكل الملح في زنزانة العقاب فيهتزُ ألماً وحقداً وغضباً ومرارة ، ويريد أن يجلس ، فلا يستطيع ، ويريد أن يحلم فلا يستطيع ، فتبدأ الدموعُ . .
نزلَ من الباصَ ، لا يدري أتلك الأضواء هي الحي القديم ؟ غاصَ في ضجةٍ مدويةٍ وسارَ بتعبٍ وإعياء حتى سقط وزحف في دربٍ مظلم ، ظن أن بيت زميله اللص ليس بعيداً . هناك سيطفئ جذوته ويضحكُ باكياً لخيبتهِ . .
ثم يجلسُ على الأرض . يفكرُ بهدوءٍ ويقرر أن لا يذهبَ . يستندُ على الجدار الحار ويقرر أن لا يتقدمَ خطوة واحدة . يشعرُ براحةٍ مؤلمة وسكينة شاملة وحاجة ماسة لغفوة صغيرة .
ـــــــــــــــــــــــــ 3 – يوم قائظ «قصص»، 1984.
❖ «القصص: الدرب – أماه… أين أنت –الخروج – الجد – الجزيرة».
المقالات العامة
- جذور الرأسمالية عند العرب
- عبدالله خليفة: القرامطة .. الجذور التاريخية
- عبدالله خليفة : كائنات مستأنسة
- عبدالله خليفة : ما هو حبل الله؟
- عبدالله خليفة : إنساننا البسيط المتواضع
- عبدالله خليفة : إيران بين الحصارِ والتراث
- عبدالله خليفة : الدولةُ والدكتاتوريةُ الروسية
- عبدالله خليفة : الرقص ودلالاته الاجتماعية
- عبدالله خليفة : حلقي مليءٌ بالنارِ على وطني
- عبدالله خليفة وداعاً صديق الياسمين
- عبدالله خليفة وطنيون لا طائفيين
- عبدالله خليفة إعادة إنتاج العفاريت
- عبدالله خليفة الماركسية الأديان
- عبدالله خليفة الإنتاجُ الفكري وضياعُهُ
- عبدالله خليفة الانتهازيون والفوضويون
- عبدالله خليفة تلاقي المستغِلين فوقَ التضاريس
- عبدالله خليفة عدم التطور الفكري وأسبابه
- عبدالله خليفة: تطورات الرأسمالية الحكومية الروسية
- (علمية) فيورباخ وتوابعهُ
- مكونان لا يلتقيان
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : أفــق ـ مقالات 2008
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: قراءة جديدة لظاهرات الوعي العربي
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: بلزاك: الروايةُ والثورةُ
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: تنوير وتحديث نجيب محفوظ
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: دوستويفسكي: الروايةُ والاضطهادُ
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: صراع الطوائف أم صراع الطبقات؟
- 𝓐𝖇𝖉𝖚𝖑𝖑𝖆 𝓚𝖍𝖆𝖑𝖎𝖋𝖆 𝓦𝖗𝖎𝖙𝖊𝖗 𝒶𝓃𝒹 𝓝𝖔𝖛𝖊𝖑𝖎𝖘𝖙
- في الأزمة الفكرية التقدمية : عبـــــــدالله خلــــــــيفة
- قناةُ الجزيرةِ وتزييفُ الوعي العربي
- قد بيان الحداثة لــ أدونيس
- قصة الأطفال عند إبراهيم بشمي
- قصص من دلمون
- كتاب ايديولوجي لعبدالله خليفة
- كريستين هانا
- لينين في محكمةِ التاريخ
- لينين ومغامرة الاشتراكية
- من أفكار الجاحظ الاجتماعية والفلسفية
- من ذكرتنا الوطنية عبدالله خليفة
- موقع عبـــــــدالله خلــــــــيفة على You Tube
- ماجستير الأدب البحريني ـ آثار عبدالله خليفة
- ماركس الرمزي وشبحية دريدا
- مبارك الخاطر: الباحث الأمين المسؤول عن بقاء الضوء في الماضي
- محمود أمين العالم والتغيير
- محمد أمين محمدي : كتب – عبدالله خليفة
- مراجعة للعنف الديني
- مراجعةٌ للعنفِ الديني
- مستويات السرد .. الدلالة والسياق عبـــــــدالله خلــــــــيفة
- مسرحية وطن الطائر
- مسرحية الأطفال عند علي الشرقاوي
- نموذجانِ مأزومان
- نحن حبات البذار
- نحن حبات البذار عبدالله خليفة
- هل حقاَ رحل صاحب القلب الأبيض؟
- وهي قد تكسرُ البشرَ وخاصة المبدعين والمثقفين!
- وعي محمود إسماعيل
- وعي الظاهر والباطن
- وعبادةُ النصوص
- يوسف يتيم : دراسة تطبيقية لرواية الجذوة على ضوء المنهج الواقعي
- يحيى حقي: كتب – عبدالله خليفة
- أيوب الإنسان : عبـــــــدالله خلــــــــيفة
- أخوان الصفا
- أدب السجون: إجابة على أسئلة جريدة الوطن
- أدب الطفل في البحرين
- أزمة اليسار
- أسلوب القصة عند الجاحظ في (البخلاء)
- أسلوب الإنتاج الكولونيالي أو رأس المـــال الحـكومــــي الشـــــــــــــرقي
- أسباب الانتهازية في اليسار
- إنتاجُ وعيٍ نفعي مُسيَّس
- إحترام تاريخ اليسار – كتب: عبدالله خليفة
- الفكرة ونارها : عبـــــــدالله خلــــــــيفة
- القائد والمناضل عبـــــــدالله خلــــــــيفة مفكراً وأديباً وروائياً بحرانياً
- الكلمة من أجل الإنسان
- الليبرالية في البحرين
- المفكر اللبناني كريم مروة
- المنبتون من الثقافة الوطنية
- المذاهب الإسلامية والتغيير كتب : عبـدالله خلــيفة
- المرأة والإسلام
- الولادة العسيرة لليسار الديمقراطي الشرقي
- الوعي والمادة
- الوعي الجدلي في رسالة الغفران لأبي العلاء المعري
- اليسار في البحرين
- اليسار في البحرين والانتهازية
- اليسار والميراث الديني
- اليسار البحريني يخسر «عفيفه الأخضر»
- الأعمال الصحفية الكاملة. أفـــــق، 2024
- الإسلام السياسي كمصطلح غربي
- الانتهازية الفكرية عبـــــــدالله خلــــــــيفة
- الاتجاهات المثالية في الفلسفة العربية الاسلامية.
- البطل الشعبي بين الماضي والحاضر
- التحرير تبقى عاليا ومضية كتب عبدالله خليفة
- التضحوي والاستغلالي
- التطور الفلسفي العربي الحديث المبكر .. عبــدالله خلــيفة
- الحدثُ الأوكراني ودلالاتُهُ الديمقراطية
- الحربائيون
- الرواية الخليجية لم تتجذر في الأرض بعد
- السودان بحاجة إلى الديمقراطية والسلام
- الساقطون واللاقطون ــ كتب : عبـــــــدالله خلـــــــيفة
- الصحراويون والزرع
- الطبقة العاملة الهندية في البحرين
- العناصر الفكرية في الشيوعية العربية
- انتصار للطبقة العاملة في العالم بتنصيب الرئيس لولا دي سيلفا رئيسا للبرازيل
- اتحاد الكتاب العرب في سورية| ينعي الأديب البحريني عبـــــــدالله خلــــــــيفة
- بيع كتب ومؤلفات عبـــــــدالله خلــــــــيفة
- تكويناتُ الطبقةِ العاملةِ البحرينية : عبـــــــدالله خلــــــــيفة
- تناقضات الماركسية – اللينينية
- تآكل التحديثيين ونتائجه
- تجاوز الشللية والقرابية ــ كتب : عبـــــــدالله خلـــــــيفة
- تحدياتُ الحداثة في الوعي الديني
- تحدياتُ العلمانية البحرينية
- تداخلات جبهة التحرير والمنبر الديمقراطي – كتب : عبدالله خليفة
- تعريف العلمانية
- تعريف العلمانية عبدالله خليفة
- ثقافة الانتهازية: كتب – عبـــــــدالله خلــــــــيفة
- جمعية التجديد الإسلامية
- جورج لوكاش … تحطيم العقل !
- جبهة التحرير الوطني البحرينية باقية والمنبر التقدمي شكلٌ مؤقت وعابر
- جذور الرأسمالية عند العرب
- حكمٌ دستوري وإلهٌ عادلٌ
- حوار مع الكاتب عبـــــــدالله خلــــــــيفة: المؤلف الجيّد عاجز عن الوصول الى الناس
- حوار مع عبدالله خليفة
- حوار المفكر العلماني صادق جلال العظم
- رفاق الطريق
- رفعت السعيد والسرد السياسي
- روسيا ودعم الدكتاتوريات
- روسيا الدكتاتورية
- رأس المـــال الحـكومــــي الشـــــــــــــرقي ــ أو أسلوب الإنتاج الكولونيالي
- سردية الانكسار والانتصار في رواية «التماثيل» : عبـــــــدالله خلــــــــيفة
- صراع الطوائف والطبقات في فلسطين : كتب-عبدالله خليفة
- ضيعة الكتب ضيعة كبيرة. أصدقاء الكاتب لا يعرفون عناوين كتبه.
- طفوليةُ الكلمةِ الحارقة
- طفوليةُ الكلمةِ الحارقة : عبدالله خليفة
- ظهور المادية الجدلية: كتب- عبدالله خليفة
- علي الشرقاوي
- عودةُ الحداثيين لطوائفهم
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة .. الفكرُ المصري ودورُهُ التاريخي
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : «الكلمة من أجل الإنسان»
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : في الأزمة الفكرية التقدمية
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : فيلم الشاب كارل ماركس
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : فالح عبدالجبار
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : فصيلٌ جديدٌ لا يعترفُ بالحداثة وقوانينها
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : قانون الإنتاج المطلق
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : كلمة من أجل الكاتب
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : كاتب أدبيات النضال
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : لماذا يموتُ الشعرُ؟!
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : لولا تخاذل الحداثيين ما جاء الطائفيون
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : لويس أرمسترونغ ــ موسيقى الحياة الوردية
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : ملاحظات حول مجموعة ــ الفراشات لأمين صالح
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : من أفكار الجاحظ الاجتماعية والفلسفية
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : من ذاكرتنا الوطنية
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : منعطفٌ تاريخي للعرب
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : ميراث شمولي
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : نقادٌ مذعورون
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : نجيب محفوظ من الرواية التاريخية إلى الرواية الفلسفية
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : نضال النساء في البحرين
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : و(الفولاذ) بعناه!
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : وردة الشهيد
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : أفـــق ـ مقالات 2010
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : أن تكتب الأدب في السجن
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : أسباب تمكن الحركات الطائفية من الاختراق
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : أشكال الوعي في البنية العربية التقليدية
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : إنّهُ المثقفُ العضوي!
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : إعادة تشكيل الأسطورة الشعبية في ساعة ظهور الأرواح
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : الفقه والدكتاتورية المنزلية
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : الفنون في الأديان
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : القصة القصيرة الطلقة
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : الكلمة من أجل الإنسان ــ كارل ماركس
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : الكائنُ الذي فقدَ ذاته
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : الكتابة وظروفها إجابة على أسئلة
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : المناضل والأديب والإنسان ــ تقديم المحامي عبدالوهاب أمين
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : المنبتون من الثقافة الوطنية
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : المثقفون العاميون
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : المجموعة القصصية ــ ضــــوء المعتــــــــــــــــــزلة
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : المرأة بين السلبية والمبادرة
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : النساء وضعف الخبرة السياسية
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : اليهودُ من التراث إلى الواقع
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : اليسارُ الديمقراطي واليسارُ المغامر
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : الأفكار والتقدم
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : الأديان والماركسية
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : الإصلاحيون الإيرانيون
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : البنية والوعي
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : البناء الفلسفي في أولاد حارتنا
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : البرجوازية والثقافة
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : التفككُ الثقافي
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : التبعية للدينيين
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : الثقافة والمثقفون البحرينيون
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : الثلاثة الكبار
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : الثورية الزائفة لمحطة الجزيرة
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : الحداثة مشروعان فقط
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : الدكتور عبدالهادي خلف مناضل أم ساحر؟
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : الدين والفلسفة عند ابن رشد
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : الرموزُ الدينيةُ والأساطير
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : الرهان على القلم
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : الراوي في عالم محمد عبدالملك القصصي
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : الساقطون واللاقطون ــ المنبر اللاتقدمي مثالاً
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : الشاعر الكبير يوسف حسن و زهرة الغسق
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : العقل والحريــــــــــــة
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : العلوم والإنتاج والفلسفة
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : العمل والعمال والمصنع
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : العناصر الفكرية في الشيوعية العربية
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : العائلة والديمقراطية
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : تنوير نجيب محفوظ
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : تآكل الماركسية أم الماركسيين؟
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : تآكلُ الماركسيةِ في البحرين
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : تسلقُ البرجوازية الصغيرةِ الديني
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : تطورٌ حديثٌ حقيقي
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : تعدد الزوجات والحرية
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : ثقافةُ الديمقراطيةِ المتكسرة
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : جورج لوكاش وتحطيم العقل
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : جذور العنف في الحياة العربية المعاصرة
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : حكاية أديب
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : خفوتُ الملاحم
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : رموز الأرض
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : روحُ الأمة!
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : رأس المال الحكومي الشرقي – الطبقة العاملة في البحرين
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : شقة راس رمان التي عاش فيها 21 عاماً وتوفى فيها.
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : صراع الطوائف والطبقات في فلسطين
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : ظهور المادية الجدلية
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : علم الحشرات السياسية
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : عن الديمقراطية
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : عالم قاسم حداد الشـعري
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة : عبادةُ الشخوص
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة كيف تلاشتْ النصوصُ الحكيمة؟
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة كاتب وروائي
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة الأعمال الكاملة القصصية والرواية والتاريخ والنقدية
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة السيرة الذاتية
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: قناةُ الجزيرةِ وتزييفُ الوعي العربي
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: كلنا إسلام سياسي!
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: لينين في محكمةِ التاريخ
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: أفكار سياسية دينية
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: ألفُ ليلةٍ وليلة . . السيرة السحرية
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: أغلفة الكتب
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: النظر بموضوعية في تاريح الإنسان
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: الوعي الديني والبنية الاجتماعية
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: الأيديولوجيات العربية والعلم
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: الأزمة العقلية للثورة
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: الانتماءُ والغربةُ
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: الباحث عن أفق تنويري عربي
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: البحرين جزيرةُ الحريةِ الغامضةِ في العصر القديم
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: الخيال والواقع في الأديان
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: الرمزيةُ وأهميتُها
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: العصبيةُ والعمرانُ
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: بؤرةُ الوهمِ قديماً وحديثاً
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: بروليتاريا رثةٌ: برجوازيةٌ ضعيفة
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: تفتيتُ المكونات
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: تبعية العلمانيين للدينيين ــ جذورها ونتائجها
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: تحليلٌ لكلامٍ مغامر
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: تحديث نجيب محفوظ
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: تدهور مكانة المرأة واتساع الرقيق✶
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: تركيب حضاري
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: تطور الوعي الديني في المشرق القديم
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: ثرثرةُ الوعيِّ اليومي
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: حريات النساء مقياس للديمقراطية
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: دعْ الإنسانَ حراً
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: رؤيتان للدين
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: سبينوزا والعقل
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة: سذاجةٌ سياسيةٌ
- عبـــــــدالله خلــــــــيفة【تفتيتُ المكونات】
- عبـــــــدالله خلـــــــيفة : مسيرة نوال السعداوي
- عبـــــدالله خلــــــــيفة : اليسارُ والتكويناتُ الاجتماعية الدينية
- عبــداللـه خلـــــيفة . . الأقلف والبحث عن الذات
- عبــدالله خلـــــيفة .. مقاربة الشعر الجاهلي
- عبــدالله خلـــــيفة : قراءة لــ طه حسين
- عبــدالله خلـــــيفة : قراءة لـــ إسماعيل مظهر
- عبــدالله خلـــــيفة : وعي النهضة لدى الطهطاوي
- عبــدالله خلـــــيفة : وعي النهضة عند سلامة موسى
- عبــدالله خلـــــيفة: إبراهيم العُريّض ــ الشعر وقضيته
- عبــدالله خلـــــيفة: المثقف العربي بين الحرية والاستبداد
- عبـدالله خلــيفة: عرضٌ ونقدٌ عن أعماله
- عبد الله خليفة: كانت الكلمات عاجزة عن البوح
- عبدالله خليفة
- عبدالله خليفة “الساعةُ آتيةٌ لا ريبَ فيها”
- عبدالله خليفة .. كي لا يُدفن مرتين !
- عبدالله خليفة : وحدة الماضي والمستقبل
- عبدالله خليفة : الاشتراكية والمستقبل
- عبدالله خليفة : البحرين في بدء التحديث
- عبدالله خليفة : التنوير الاجتماعي عند فرح أنطون
- عبدالله خليفة : التنوير الرومانتيكي عند جبران خليل جبران
- عبدالله خليفة : العقل والديمقراطية في وعي جورج طرابيشي
- عبدالله خليفة : بوخارين ومصير روسيا
- عبدالله خليفة : تنوير لويس عوض
- عبدالله خليفة : تنوير يعقوب صروف
- عبدالله خليفة : صراع اليسار واليمين في الإسلام
- عبدالله خليفة : صراع الطوائف أم صراع الطبقات؟
- عبدالله خليفة – الأعمال القصصية
- عبدالله خليفة – الأعمال القصصية – المجلد السابع
- عبدالله خليفة – الأعمال النقدية – المجلد الثامن
- عبدالله خليفة – الأعمال التاريخية
- عبدالله خليفة – الأعمال الروائية – المجلد السادس
- عبدالله خليفة قبل رحيله: المحن مؤذيةٌ وصعبة
- عبدالله خليفة كل الأشجار
- عبدالله خليفة من أجل الشعب اولا
- عبدالله خليفة نفعية في الكتابة
- عبدالله خليفة وقضية المرأة في الرواية الخليجية
- عبدالله خليفة يكتب عن نجيب محفوظ
- عبدالله خليفة أحد أهم الكتاب المخلصين لتجربتهم الفكرية
- عبدالله خليفة أزمة اليسار
- عبدالله خليفة إشكالية البحر والواقع
- عبدالله خليفة المخادعون
- عبدالله خليفة الوعيُّ القرآني قفزةٌ نوعي
- عبدالله خليفة الأعمال الكاملة
- عبدالله خليفة الأعمال الكاملة الروائية والقصصية والتاريخية والنقدية
- عبدالله خليفة الأعمال النقدية الكاملة
- عبدالله خليفة الأعمال الروائية والقصصية والتاريخية والنقدية الكاملة
- عبدالله خليفة الإسلامُ ثورةُ التجار
- عبدالله خليفة الجمهورُ و(الغوغاء)
- عبدالله خليفة الحلال والحرام في السياسة الراهنة
- عبدالله خليفة الرعب من الحب
- عبدالله خليفة السحر والدين
- عبدالله خليفة العقل والحرية
- عبدالله خليفة اسكرايب
- عبدالله خليفة جريدة النور
- عبدالله خليفة رائد الثقافة التنويرية البحرينية
- عبدالله خليفة عن المرأة
- عبدالله خليفة.. تحطيم الصورة وتكوينها
- عبدالله خليفة… حياته
- عبدالله خليفة: في التطورِ العربي العام
- عبدالله خليفة: فائض القيمة البحريني
- عبدالله خليفة: القحط في زمن النفط
- عبدالله خليفة: المسكراتُ وأحوالُ السياسة
- عبدالله خليفة: المغامرات اللغوية أبعدت القارئ عن الرواية
- عبدالله خليفة: الوعيُّ العربيُّ وتطوراته
- عبدالله خليفة: العربُ ونقدُ الواقع
- عبدالله خليفة: تنوير تقي البحارنة
- عبدالله خليفة: تنوير حسن الجشي
- عبدالله خليفة: تناقضات الوعي العربي تاريخياً
- عبدالله خليفة: تباين طرقِ التطور العربية
- عبدالله خليفة: شيعةُ العربِ ليسوا صفويين
- عبدالله خليفة: صراعاتُ الوعي العربي تاريخياً
- عبدالله خليفة: ضعفُ العقلِ النقدي
- عبدالله خليفة: عبـــــــدالله خلــــــــيفة : فائض القيمة والاقتصاد السبعيني
- عبدالله خليفة: عبيب «مأكول خيره»..!
- عبدالله خليفة: عبدالناصر كإقطاعي
- عبدالله_خليفة الثلاثة الكبار
- عبدالرحمن بدوي






